نجيب فراج -اصدرت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في فلسطين تقريرها الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حقوق الانسان والحريات العامة على المستوى الداخلي لشهر اب ، وهو التقرير الثاني فعلى الرغم من العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة إلا أن الانتهاكات الداخلية استمرت بوتيرة متفاوتة حيث ابرز التقرير هذا يبرز أهم الانتهاكات التي رصدتها الهيئة خلال شهر آب
فعلى صعيد انتهاكات الحق في الحياة والسلامة الشخصية رصدت الهيئة 33 حالة وفاة خلال الشهر المنصرم منها 23 حالة في قطاع غزة و 10 حالات في الضفة الغربية. بواقع 7 حالات وفاة نتيجة الشجارات العائلية، وقعت 4 منها في قطاع غزة، و3 في الضفة الغربية. وحالتا وفاة نتيجة فوضى السلاح وقعتا في قطاع غزة. وخمس حالات وفاة في ظروف غامضة وقعت جميعها في الضفة الغربية، وثلاث حالات وفاة نتيجة عدم اتخاذ احتياطات السلامة العامة وقعت حالتان منها في الضفة الغربية وحالة واحدة في قطاع غزة، اضافة الى 16 حالة وفاة نتيجة الإعدام خارج إطار القانون وقعت جميعها في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بحالات التعذيب أثناء التوقيف والمعاملة القاسية والمهينةفقد ذكر التقرير الى ان الهيئة تلقت خلال الفترة التي يغطيها التقرير 11 شكوى تتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة منها 8 شكاوى في الضفة الغربية و3 شكاوى في قطاع غزة، وقد تركزت الشكاوى في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة على جهازي الشرطة المدنية المنطقتين
وذكر التقرير على رصد انتهاك للحق في إجراءات قانونية عادلة ويشمل هذا الحق الاعتقال التعسفي والاعتقال على خلفية سياسية والتوقيف على ذمة المحافظين، اذ تركزت حول عدم صحة إجراءات التوقيف، كون توقيف المشتكين كان إما لأسباب سياسية أو توقيفاً تعسفياً. أما في قطاع غزة فلم تتلق الهيئة خلال ذات الشهر أي شكوى حول الانتهاك المذكور.
انتهاكات حرية الرأي والتعبير والإعلام والتجمع السلمي
وعلى هذا الصعيد فقد اشار الى التقرير الى انه بتاريخ 15/8/2014 منعت الأجهزة الأمنية مسيرة تضامنية مع قطاع غزة من التقدم باتجاه باب الزاوية في مدينة الخليل وذلك بعد خروجها من مسجد الحسين في المدينة، حيث قام أفراد من الشرطة الخاصة وأفراد من الأمن الوطني بوضع حاجز بشري أمام المتظاهرين حال دون تقدمهم، وقد علمت الهيئة أنه تم احتجاز صاحب السيارة المثبت عليها مكبرات الصوت من قبل الأجهزة الأمنية، من ساعات الصباح، حتى بعد الساعة الرابعة من بعد الظهر، ولم تتمكن الهيئة من معرفة اسم الجهاز الذي قام باحتجاز المواطن وسيارته، كما قامت قوة الامن في ذات اليوم بمحاولة منع مسيرة مشابهة في مدينة بيت لحم ، توجهت إلى منطقة الجدار والبرج العسكري بالقرب من مسجد بلال بن رباح، إلا أن المسيرة استمرت وتجاوزت هذا الحاجز بدون حدوث أي صدامات.
و بتاريخ 22/8/2014 وبعد خروج المصلين من مسجد الحسين في مدينة الخليل، نظمت مسيرة تضامنية مع غزة باتجاه منطقة باب الزاوية، وقد قامت الأجهزة الأمنية (الشرطة الخاصة، الأمن الوطني) بمنع المسيرة من التقدم نحو باب الزاوية والاحتكاك مع قوات الاحتلال، حيث قامت الأجهزة الأمنية (الشرطة الخاصة والأمن الوطني) بإلقاء قنابل الغاز والصوت نحو المتظاهرين ما أدى إلى وقوع عده إصابات، وقد اندلعت مواجهات بين المشاركين في المسيرة وبين أفراد الأجهزة الأمنية استخدم خلالها المتظاهرون الحجارة وفي بيت لحم وعقب صلاة الجمعة نظمت في مدينة بيت لحم تظاهرة دعت إليها حركة حماس، للتوجه إلى منطقة الجدار والبرج العسكري بالقرب من مسجد بلال بن رباح، وأثناء توجه المسيرة إلى هناك قامت قوى الأمن الفلسطيني بمنعهم بعض الوقت من المرور، إلا أن المسيرة استمرت. ويذكر أنه تمت مصادرة إحدى مكبرات الصوت لأحد المواطنين المشاركين ويدعى أحمد دعامسة من قبل جهاز الأمن الوقائي.
- بتاريخ 30/8/2014 نظمت حركة حماس مهرجانا جماهيرياً تحت شعار المبايعة والانتصار للمقاومة، وذلك في مدينة البيرة، ووفقاً لإفادة ممثل حركة حماس سائد محمد أبو بهاء، أنه جرى مراسلة محافظة رام الله والبيرة بموجب كتاب رسمي بتاريخ 28/8/2014 وجرى التواصل والاجتماع مع مدير شرطة محافظة رام الله والبيرة لتنسيق عقد هذا المهرجان حسب الأصول والتشريعات الفلسطينية، كما أفاد أن أفراد من الأمن بالزي المدني قاموا بعرقلة تنظيم المهرجان من خلال وضع بعض الحواجز في محيط ساحة المهرجان مقابل بلدية البيرة، كما جرى توقيف بعض المنظمين وعددهم ثلاثة أفراد لساعتين، ومصادرة أجهزة كهربائية للصوت خاصة بالمهرجان، كما أفاد أنه جرى بعد انتهاء المهرجان تسليم مجموعة من المواطنين كتب استدعاء على خلفية مشاركتهم في المهرجان، كما قامت قوة من الأمن الوقائي بتبليغ أبو البهاء في منزله باستدعاء كتابي على خلفية المهرجان.
الاعتداء على الأشخاص والمؤسسات العامة والأملاك العامة والخاصة.
وسجل التقرير على صعيد الاعتداء على الاشخاص والمؤسسات العامة عدة حوادث خطيرة من بينها الاعتداء على الدكتور عبد الستار قاسم المحاضر في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، ووفقاً لإفادة الدكتور قاسم للهيئة “حيث كانت الساعة الثامنة وخمس وأربعون دقيقة صباحا، وعلى بعد 700 متر من منزله وأثناء توقفه لاصطحاب زوجته التي كانت بانتظاره، تم اعتراضه من قبل سيارة رمادية اللون من نوع كيا وتحمل لوحة صفراء، حيث كان بداخلها 3 أشخاص ملثمين، وكان أحدهم يحمل مسدساً، قام بتصويبه نحو رأسه وقام بإطلاق النار مباشرة على رأسه لكن حدثت مشكلة بالمسدس حالت دون انطلاق الرصاصات، ومن هول المنظر قام مباشرة الدكتور عبد الستار بالرجوع بالسيارة مسرعا تاركا زوجته وباب السيارة مفتوحا وقام الملثم بإطلاق ثلاث رصاصات باتجاهه لكن لم تصبه، وعلى اثر ذلك قامت زوجته بالصراخ مما اضطر إلى خروج بعض الجيران وقام الملثمين بالفرار من المكان، وبعد ربع ساعة تقريباً من الحادثة حضرت قوة من المباحث العامة إلى مكان الحادث ووجد في مكان الحادث عدة رصاصات بعضها فارغ وبعضها مليء وتم التحرز عليها، وقاموا بأخذ إفادته وطلبوا منه التوجه إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بخصوص ذلك لكنه رفض وأبلغهم بأنه قدم سابقا شكاوى عديدة لهم لكن دون جدوى وكان يتم معاقبته وسجنه بدل من معاقبة الجناة.”، وكان ذلك في الخامس من الشهر الماضي، وبتاريخ 7/8/2014 حضرت مجموعة من الأشخاص المسلحين والملثمين، إلى منزل المواطن أحمد خالد خطاب 24 عاماً، من مدينة دير البلح بمحافظة الوسطى، و قاموا باقتياده بعد أن كبلوه وعصبوا عينيه إلى مكان مجهول، وتم التحقيق معه حول شبهات أمنية، تم خلالها الاعتداء عليه بالضرب المبرح وإطلاق النار نحوه حيث أصيب برصاصه في الفخذ، ثم ألقوه وهو معصوب العينين أمام مستشفى شهداء الأقصى بالمدينة حيث تم إسعافه، وبتاريخ 16/8/2014 قام أحد المواطنين بإلقاء ألعاب نارية على مركز شرطة بني نعيم، بمحافظة الخليل بشكل متعمد أثناء مرور زفة عريس، حاولت الشرطة إلقاء القبض على الفاعل إلا أنه مازال فاراً والبحث مازال مستمر، وبتاريخ 18/8/2014 قام أحد سائقي المركبات غير القانونية (المشطوبة) بصدم إحدى سيارات الشرطة في منطقة بني نعيم، بمحافظة الخليل بشكل متعمد، وحاول دهس أحد أفراد الشرطة بعد إعطائه إشارة بالتوقف، وبعد متابعة السائق تم إلقاء القبض عليه وأحيل للمحكمة.
وبتاريخ 19/8/2014 قامت مجموعة من المواطنين بالاعتداء على مركز شرطة يطا، وذلك بإلقاء الحجارة على المركز، كما قامت مجموعة اخرى في اليوم التالي بإلقاء الحجارة على مركز شرطة بني نعيم وذلك بسبب قيام الشرطة بمصادرة بعض المركبات غير القانونية، وتم ألقاء القبض عليهم والإفراج عنهم بعد تدخلات من أهالي البلدة بعد تعهدهم بعدم تكرار ما حدث.
و بتاريخ 27/8/2014 قامت مجموعة من الأشخاص بإيقاف المواطن محمد حسن أبو عيدة 22 عاماً، من غزة، أثناء تواجده في منطقة الجندي المجهول وسط المدينة، وقد أفاد المذكور للهيئة أنه قد تم إدخاله في سيارة كانوا يستقلونها ونقلوه إلى أحد المساجد وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب المبرح على كافة أنحاء جسده مما أحدث نزيفاً في الرأس وتورم في الجسم ، وأبلغوه بعدم التحرك داخل البلد، ثم ألقوه أمام المسجد بعد أن أخذوا دراجته النارية وهاتفه المحمول، ومبلغ نقدي، وتم نقله إلى مستشفى الشفاء بالمدينة من قبل أحد المواطنين حيث تلقى العلاج.
انتهاك الحق في التنقل والسفر والإقامة الجبرية.
رصد التقرير عدد من الحالات من بينها قيام مجموعة من الاشخاص الملثمين واخرى من جهاز الامن في غزة بابلاغ المواطن فلاح عبد ربه باخضاعه للاقامة الجبرية وفي حال مخالفته للأمر سيتم إطلاق النار على قدميه.
كما حضرت قوة تابعة لكتائب القسام “الجناح العسكري لحركة حماس” إلى منزل المواطن عمره 42 عاماً، طلب المواطن عدم ذكر اسمه، من جباليا في محافظة شمال غزة، وتم تسليم العائلة كتاب يفيد بفرض الإقامة الجبرية على المذكور. وبتاريخ 30/7/2014 حضرت قوة من جهاز الأمن الداخلي إلى منزل العائلة وأكدت على استمرار الأمر الأول حتى نهاية العدوان الإسرائيلي.
- بتاريخ 24/8/2014 قامت مجموعة من الأشخاص المسلحين والملثمين، بالحضور إلى منزل المواطن (فايق محمود أبو شبيكة) 52 عاماً من مدينة رفح، وتم إبلاغه بفرض الإقامة الجبرية عليه بأمر من “حركة حماس” وعندما رد المذكور عليهم بأنه من المواطنين المناضلين وأن هذا الأمر يسئ إلى سمعته والعائلة، تم تهديده بمسدس بحوزتهم، وقد أفاد المواطن للهيئة أنه لا يزال حتى اللحظة رهن الأمر ولا يتمكن من حرية الحركة.
- خلال شهر آب 2014 تقدم المواطن محمد محمود العشي 41 عاماً من غزة، بشكوى للهيئة حول عدم الموافقة على تجديد جواز سفره الصادر من رام الله، ومنذ تاريخ 1/2/2014 تقدم بطلبه بواسطة مكتب “طيبة للسياحة والسفر” وتم إبلاغه من المكتب برفض طلبه من قبل جهاز المخابرات العامة في رام الله.
- وخلال شهر آب 2014 تقدم المواطن أسعد خليل حمودة 25 عاماً من غزة، بشكوى للهيئة حول عدم الموافقة على تجديد جواز سفره الصادر من رام الله، حيث أنه تقدم بطلبه منذ 1/5/2014 بواسطة مكتب “حنيف للسياحة والسفر” حيث أبلغه المكتب برفض طلبه من قبل جهاز المخابرات العامة. وقد أفاد المذكور أن هذا الرفض قد حرمه من فرصة إكمال مسيرته العملية والعلمية حيث يعمل كمقدم برامج في فضائية الكتاب في قطاع غزة.
التأخير والمماطلة في تنفيذ قرارات المحاكم الفلسطينية:
تلقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير شكويان حول عدم تنفيذ قرارات المحاكم بالافراج عنهما ولكنهما ظلا قيد الاعتقالالاول من نابلس والثاني من اريحا ،إضافة إلى 13 قراراً صدرت في الأشهر السابقة لم يتم تنفيذها حتى الآن.