نجيب فراج – يرقد في مستشفى جمعية بيت لحم العربية الكائنة بمدينة بيت جالا اربعة من جرحى الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والذين نقلوا من بين عدد من الجرحى الى المستشفيات الفلسطينية بموجب تحويلات طبية من قبل وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ ان وصل الجرحى الى المستشفى الكائن في راس مدينة بيت جالا ، الا وزحفت عشرات الوفود الرسمية والشعبية الى المشفى لزيارة هؤلاء الجرحى والاطمئنان عليهم، ومثلت الوفود مؤسسات شبابية وطلابية ونسوية ومحلية ورسمية وامنية ودوائر حكومية مدنية جميععهم جاؤوا ليعبروا عن امانيهم بالشفاء العاجل لهؤلاء الجرحى وليعبروا ايضا عن غضبهم الشديد على ما الت اليه الة الحرب الاسرائيلية فقد استقبلت الجمعية بيت لحم هذه الوفود من مختلف انحاء المحافظة وخارجها حيث كان في استقبالهم مدير الجمعية ادمون شحادة وممثلين أخرين من الإدارة بطاقميها الطبي والتأهيلي. ومن بين الوفود الرسمية، وفد برئاسة محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري الذي تحدث مع الجرحى وتمنى لهم الشفاء العاجل وقال ان صمودهم البطولي وتضحياتهم عاليا لن تذهب هدرا وستؤسس لتحرير فلسطين كما كل دماء شعبنا.
كما قامت وزيرة السياحة والاثار السيدة رولا معايعة بزيارة الى الجمعية لنفس الغرض والتي قامت بتقديم هدايا رمزية عينية للجرحى تعبيرا عن التضامن والدعم لهم بصفة خاصة وللأهل في غزة الصامدة بصفة عامة.
و نقلت معايعة تحيات الدكتور رامي الحمدالله رئيس مجلس الوزراء للمصابين، معربةً عن تمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى وكافة جرحى العدوان الاسرائيلي، ومشدده على ان هذا العدوان الغاشم هو جريمة حرب ضد الانسانية و البشرية جمعاء، معربةً عن سخطها الشديد من هذا العدوان الظالم ومن هذا الظلم الغاشم الذي يتعرض له شعبنا .
واشارت معايعة الى ان هذا العدوان و الذي هو فصل من الفصول الاحتلاليه التي تمارسها اسرائيل بحق ابناء شعبنا لن ترهبنا، او تدفعنا لرفع راية الاستسلام، و التخلي عن أي من حقوقنا الوطنية التي جسدها شعبنا بتضحياته العظيمه، للخلاص من الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
و اشارت الى ان القيادة الفلسطينية و على راسها الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين متمسكون بالوحدة الوطنية الفلسطينية، للحفاظ على المشروع الوطني ومواجهة كافة التحديات ، واعادة بناء ما دمره العدوان في قطاع غزة.
وتمنت الوزيرة معايعة و الوفد المرافق لها الشفاء العاجل لجميع للجرحى وعودتهم سالمين الى ديارهم وذويهم في القطاع.
كما قام بزيارة الجرحى أيضا العقيد علاء شلبي مدير شركة بيت لحم للاطمئنان على وضعهم وتقديم ما يلزم لهم لتلبية احتياجاتهم. كما قام المطران عطا الله حنا بزيارة الجرحى الذي تمنى لهم الشفاء العاجل وقدر صمودهم وتضحياتهم الكبيرة التي لم يقدمها اي شخص اخر في التاريخ المعاصر.
وزار الجرحى أيضا ممثلين عن مكتب العمل في محافظة بيت لحم وتمنوا لهم الشفاء العاجل وقدموا الدعم المعنوي والنفسي لهم. كذلك زار الجرحى وفود شبابية وكشفية كثيرة من مناطق مختلفة، الذين قدموا الدعم والمساندة في أمور كثيرة سواء في خدمة الجرحى وزائريهم وكذلك خدمة الجمعية.
وما زالت الجمعية تستقبل الوفود الكبيرة كل ساعة لدعم الجرحى والمصابين تقديرا على تضحياتهم وصمودهم البطولي امام الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
اما الجرحى في هذا المستشفى هم الفتى كريم نوفل (15 عاما) الذي يرقد على سرير الشفاء في قسم التأهيل الصحي، حيث يعاني من بتر في قدمه اليسرى بعد ان سقط صاروخ قرب بيته في منطقة ابراج العودة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
واستقرت به الحال في مستشفى الجمعية العربية للتأهيل في بيت جالا، حيث يسعى الاطباء الى اخضاع الفتى كريم لعدة علاجات عضوية وطبيعية تنتهي بتركيب طرف صناعي لقدمه اليسرى.
وعلى الرغم من حالة البعد والحرمان والألم التي يعيشها كريم بسبب فقدانه قدمه وحرمانه من الاستمرار في لعب كرة القدم في فريقه “المشروع” في بلدة بيت حانون، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم وينضم إلى المنتخب الفلسطيني.
يقول كريم “صحيح أنني اعاني من بتر في قدمي لكن الاطباء اخبروني بأنني سأرجع إلى ممارسة هوايتي المفضلة وهي لعب كرة القدم مجددا برفقة اصدقائي”.
كما يرقد المزارع منصور عوض غبن (47 عاما) من بيت لاهيا والذي يعاني من بتر يده وساقه اليسرى نتيجة سقوط صاروخ بالقرب من منزله.
ايضا يرقد الجريحان عاطف أبو عاصي (37 عاما) من منطقة الزنة في خان يونس ويعاني من شلل نصفي، وسائد إحسان حمودة (30 عاما) من جباليا مصاب بشظايا في الصدر والقدمين.
هذا وقد وصف الاطباء الذين عاينوا الجرحى اصابتهم بالحالة الصحية صعبة تتراوح بين البتر واستقرار شظايا في الجسم وشلل نصفي وكلي، لكنهم يمتلكون شجاعة كبيرة في تخطي اصاباتهم بصبر وعزيمة كبيرة، حسب وصف الاطباء.